تقع شركة أبل في نبض كامل مع الاتحاد الأوروبي بسبب اللوائح الأوروبية الجديدة التي تهدف إلى زيادة التوافق بين الأجهزة وأنظمة التشغيل. ورغم أن الشركة الكاليفورنية قد وافقت سابقًا على تكييف جزء من نظامها البيئي مع المتطلبات التنظيمية للاتحاد الأوروبي، إلا أن الوضع قد يتفاقم الآن. ويتمثل محور النقاش في انزال، إحدى الميزات المميزة للآيفون، الذي أصبح مستقبله في أوروبا موضع تساؤل.
أبل تستأنف القرار وتعرب عن معارضتها
أصل المشكلة يكمن في قانون الأسواق الرقمية (DML)، وهي لائحة تُجبر، من بين أمور أخرى، شركات التكنولوجيا العملاقة مثل آبل على إتاحة بعض الميزات والسماح لمطوري الطرف الثالث والمصنعين بالوصول إليها. تعتقد المفوضية الأوروبية أن تقييد أدوات مثل AirDrop أو الاقتران السريع لسماعات AirPods يمنح ميزة غير عادلة على المنافسين ويقيد الابتكار في القارة. لهذا السبب، ألزمت آبل بـ مشاركة هذه التقنيات مع بقية القطاع.
وبدلا من الاستسلام، قررت شركة أبل تحدي الأقسام الأكثر إثارة للجدل في LMD، وخاصة تلك المتعلقة بالتوافق التشغيلي، في المحكمة. تركز حجة الشركة على حماية الخصوصية والأمان من جانب مستخدميها: فتح الوظائف الداخلية، وفقا لشركة أبل، قد يعني إتاحة الوصول إلى بيانات حساسة، مثل محتوى الإشعارات أو المعلومات حول شبكات Wi-Fi المخزنة على الجهاز، وهي بيانات لا تتمكن حتى شركة أبل نفسها من الوصول إليها عادة.
وتؤكد الشركة أن القواعد الجديدة تنطبق عليها فقط. وأن هذا قد يحد من قدرتها على مواصلة الابتكار، بل قد يؤدي إلى تجربة أسوأ للعملاء الأوروبيين. ولا تستبعد الشركة، إذا لم تستبعد المحاكم، إزالة ميزات مثل AirDrop من أجهزة iPhone المباعة في الاتحاد الأوروبي لتجنب الاضطرار إلى عرضها على أطراف ثالثة في ظل ظروف يعتبرونها غير آمنة أو غير قابلة للتطبيق من منظور الخصوصية.
العواقب المحتملة: AirDrop والوظائف الأخرى معرضة للخطر
إذا ساد الموقف الأوروبي وفشلت استئنافات شركة أبل، فسيواجه المستخدمون في المنطقة قد يفقدون الميزات التي اعتادوا عليها، مثل AirDrop أو إقران الملحقات المتقدمة.هذا الموقف ليس جديدًا: فقد قامت شركة Apple في السابق بتقييد إصدار بعض الميزات الجديدة في المنطقة - على سبيل المثال، ميزة iPhone Mirroring غير متوفرة في الاتحاد الأوروبي - بسبب المخاوف من أنها ستضطر إلى توسيع هذا الدعم للأجهزة خارج نظامها البيئي.
في حالة AirDrop تحديدًا، تُعرب Apple عن قلقها من أن شرط إتاحة الميزة يُعدّ بمثابة مشاركة تقنيتها الخاصة كما لو كانت معيارًا مفتوحًا، وهو أمرٌ تعتبره غير لائق. وهناك أيضًا خطرٌ، أشار إليه محللون ومعلقون في هذا المجال، وهو أن ميزات أخرى، أو حتى منتجات كاملة، مثل AirPods أو Apple Watch، قد تتأثر على المدى المتوسط بتشديد القواعد في أوروبا.
التوافق التشغيلي وتجربة المستخدم ومخاطر الأمن
وتكمن جذور النزاع في اختلاف وجهات النظر بشأن قابلية التشغيل البيني: ففي حين يصر الاتحاد الأوروبي على أنه ينبغي للمستخدمين أن يتمكنوا من ربط أجهزة Apple الخاصة بهم بأجهزة الشركات المصنعة الأخرى بسهولة وسلاسة، تعتقد Apple أن هذا قد يشوه تجربة المستخدم. إن السماح لأطراف ثالثة بالوصول إلى وظائف النظام العميقة قد يشكل، في رأيهم، خطرًا على الخصوصية والأمان. الذي يدافع عنه باعتباره ركيزة أساسية لمقترحه.
يفتح هذا السيناريو الباب أمام وضع غير مسبوق: حيث تقدم أجهزة iPhone المباعة داخل الاتحاد الأوروبي تجربة مختصرة مقارنة ببقية العالممما يحرم المستخدمين الأوروبيين من بعض الأدوات التي ميزت منتجات آبل تاريخيًا. لم تُعلّق المفوضية الأوروبية بعد على الاستئناف، لكن التوترات لا تزال مرتفعة، وقد أوضحت الشركة أنها لن تستبعد اتخاذ إجراءات صارمة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يحافظ على فلسفتها الاستراتيجية.
قد يؤدي الخلاف بين أبل والاتحاد الأوروبي حول التوافق التشغيلي إلى اختفاء خدمة AirDrop من أجهزة آيفون المباعة في أوروبا. ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان سيتعين على المستخدمين الأوروبيين الاعتياد على العيش بدون إحدى الميزات التي ميّزت نظام أبل، أو ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق يوازن بين الابتكار والأمان والمنافسة.