قررت شركة أبل تأجيل إطلاق هاتفها الجديد جهاز منزلي ذكي جديد، والتي كان من المقرر في البداية إطلاقها في عام 2025. وتشير مصادر متخصصة مختلفة الآن إلى نافذة إطلاق جديدة: 2026. المشروع، الذي تم تسميته بشكل غير رسمي مركز المنزل الذكي أو "HomePad" وبحسب بعض المحللين، فقد كان هذا النظام قيد التطوير لبعض الوقت ويمثل محاولة من جانب سكان كوبيرتينو لتعزيز مكانتهم بشكل أكبر في منظومة الأتمتة المنزلية.
عامل ذكاء شركة آبل: عقبة غير متوقعة
تم استدعاء المنتج المعني إلى التنافس مع أجهزة مثل Amazon Echo Show أو Google Nest Hub، مع اختيار شاشة كبيرة الحجم بالإضافة إلى مكبرات صوت ذكية وتجربة متكاملة تمامًا مع نظام Apple البيئي. على الرغم من عدم وجود تأكيد رسمي حتى الآن، تشير الشائعات إلى أنه سيكون له شاشة حوالي 7 بوصة وأن تصميمه سيكون أقرب إلى جهاز iPad صغير الحجم من مكبر الصوت التقليدي.
مشاكل في تطوير Apple Intelligence و الجيل الجديد من سيري تشكل هذه المشاكل العقبة الرئيسية أمام شركة أبل للمضي قدمًا في هذا المنتج الجديد. وفق تصريحات الصحفي وبحسب مارك جورمان من بلومبرج، المعروف بمدى موثوقيته العالية في هذه الأمور، فإن قدرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة أبل لا تزال في مرحلة مبكرة للغاية وليست على مستوى ما يقدمه السوق بالفعل.
وتتضمن استراتيجية شركة أبل التكامل العميق لذكائها الاصطناعي في الأجهزة الجديدة.. وهذا يعني أنه لكي يرقى جهاز HomePad إلى مستوى التوقعات، فإنه يحتاج إلى العمل بسلاسة مع Siri المحدثة وجميع الأدوات التي تقدمها Apple Intelligence. ومع ذلك، فإن العديد من هذه الميزات التي تم الإعلان عنها مسبقًا ليست متاحة بعد على أنظمة التشغيل الخاصة بها، وقد تم استبعاد البعض الآخر من الجدول الزمني الأولي.
نظام بيئي قيد الإنشاء
لن يتم تنفيذ Apple Intelligence بشكل كامل حتى عام 2026.، وهو ما يفسر سبب قرار الشركة بتأخير إطلاق Smart Home Hub. على سبيل المثال، لا تزال الميزات المتقدمة في Siri، مثل التكامل مع ChatGPT أو إنشاء الصور المحلية باستخدام تطبيق Image Playground، تعاني من عيوب فنية تحتاج إلى معالجتها.
وبالإضافة إلى ذلك، يقتصر توافق هذا الذكاء الاصطناعي الجديد على مجموعة محددة من الأجهزة. بالنسبة لهواتف iPhone، ستكون الميزة متاحة فقط من هواتف iPhone 15 Pro و15 Pro Max وسلسلة هواتف iPhone 16 المستقبلية. بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر، فسوف يقتصر الأمر على أجهزة Mac المجهزة بشرائح من سلسلة M1 فصاعدًا (M2 وM3 والإصدارات الأحدث).
هذا هو الشكل الذي سيبدو عليه الجهاز: بين iPad و HomePod
إن المفهوم وراء Smart Hub من Apple مستوحى من HomePod مع شاشة، مصممة لتصبح مركزًا لـ التحكم في المنزل المتصل. وسوف يسمح لك بالتحكم في الأجهزة الذكية المتوافقة، وإجراء مكالمات الفيديو، وتشغيل محتوى الوسائط المتعددة، أو ربما التفاعل عبر الأوامر الصوتية بفضل Siri وApple Intelligence.
هذا المركز المحلي، بحسب مصادر متخصصة، سيتم تجهيزه بشريحة A18، وهو نفس الشيء المتوقع في طرازات آيفون القادمة. لن يمنحك هذا قوة المعالجة فحسب، بل سيمنحك أيضًا القدرات اللازمة لتشغيل وظائف الذكاء الاصطناعي محليًا، دون الاعتماد كليًا على خوادم خارجية.
تأخير استراتيجي؟
ورغم أن تأجيل هذا الجهاز قد يبدو بمثابة خطوة إلى الوراء، وراء القرار هناك استراتيجية واضحة. إن إطلاق منتج يعتمد كليًا على أدوات الذكاء الاصطناعي قبل أن يصبح جاهزًا للتشغيل الكامل من شأنه أن يشكل خطرًا على صورة العلامة التجارية، التي تبنت موقفًا أكثر تحفظًا تجاه الابتكارات المبتكرة في السنوات الأخيرة.
علاوة على ذلك، فإن الالتزام بالمنزل الذكي لا يزال مجالًا لقد استكشفت شركة Apple أقل من شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى. سيكون هذا الجهاز بمثابة الدخول الرسمي إلى قطاع تتمتع فيه أمازون وجوجل بميزة جيدة، ولكن أولئك من كوبيرتينو يفضلون الوصول في وقت لاحق اقتراح قوي قبل التسرع وتقديم تجربة غير كاملة.
ومن حيث التأثير التجاري، لا يعتقد المحللون أن هذا التأخير سيؤثر بشكل كبير على إيرادات شركة أبل، نظرا لأن Smart Home Hub يهدف إلى أن يكون بمثابة تطور للنظام البيئي أكثر من كونه منتجا للسوق الشامل قادرا على توليد ملايين الدولارات من المبيعات بمفرده. ومع ذلك، فإنها تمثل خطوة مهمة في وضع الذكاء الاصطناعي في البيئة المحلية.
مع هذا الإصدار الجديد المحتمل في الأفق، تستمر شركة Apple في تحسين مقترحاتها القائمة على البرامج، الأجهزة الملكية والذكاء الاصطناعي. ورغم أن المسار أبطأ من مسار المنافسين، إلا أن الفكرة تبدو وكأنها الوصول إلى شيء متكامل ومُحسَّن حقًا.
مستقبل قريب جداً…
وتشير المعلومات المتوفرة حتى الآن إلى أن لا تريد شركة Apple المخاطرة بتكرار الحالات السابقة حيث وعدوا بالتقنيات التي سيتم استخدامها لاحقًا وصلت بشكل غير كامل أو مع تأخير. وكما هو الحال مع ميزات Apple Intelligence الأخرى التي اضطرت إلى الانتظار حتى تصبح تحديثات نظام التشغيل الرئيسية متاحة، فإن جهاز HomePad لن يرى النور أيضًا حتى تصبح البيئة بأكملها التي تدعمه ناضجة تمامًا.
في حين لا تزال هناك تفاصيل ملموسة قليلة حول التصميم النهائي أو الوظائف الدقيقة للمركز الذكي الجديد، إلا أن ما يبدو واضحًا هو أن Apple تأخذ وقتها لضمان منتج يلبي معايير الجودة طويلة الأمد للعلامة التجارية. إذا لم يتغير أي شيء آخر، فسيكون عام 2026 هو العام الذي نرى فيه أخيرًا هذه الخطوة الجديدة من جانب شركة Apple نحو موطن المستقبل في المتاجر.